قضية مغلقة_قصة قصيرة

​-صعيد مصر ، ٢١/١/ ٢٠١٤- 

إنها تقف زهائها -ابنتها-، أمام منزلهم و لجج الدموع تربت على صدغ الابنة، أو ربما تواسي ودق عانقت السماء وقت الفجر به، بينما طفلة بتلات زهرتها ما لبثت أن رحبت بربيعها الخامس عشر، و ها هي تجافيها الحياة برحيلها من وطنها الصغير-بيتها-، أشبه هو بالهرب بعيدا عن كونه وداع مثخن بكدمات الوجوم و انفلات أعصاب من كشف ما هي مقدمة على فعله … 
«سارعي إلى محطة القطار، استقلي قطار الخامسة فجرا، لا تبقِ هنا ثانية واحدة و الا قتلك ابوكِ، لو حدث لي شيء لا تسمحي لنفسك أن تبيعيها خوفا من الموت، موتي و لا تتزوجي ذلك الخرف أو حتى غيره، اهربي يا مريم » 
كانت أصداء آخر كلمات الأم لمريم رنانة، ليس فقط في اذن الابنة التي ذُبحت مهجتها حين أبصرت أباها الباغي تسارع قدماه الريح نحو أمها، و أوصاله مجرمة تعينه على حمل بندقيته التي أستأصل بها روح الأم الطاهرة …الروح التي خانته و أعانت ابنته على العصيان . 
و قبل أن ترى أمها تعانق الارض بدمائها هربت …كما امرت أن تفعل، أن تهرب منهم جميعا، ألا تكون مثلها و تضحي في موضع غير موضع التضخية، أن تنعتق من جسدها إن وجب عليها حتى لا تتزوج و هي طفلة ما لبثت أن غادرت مهدها …و أن تغير مسار سيناريو أملت أمها أن ينحرف بعيدا عن طريق الموت منذ الصغر، موت المهج داخل أجساد تعافر لتبقى رغم الأرواح الأبية ضد البقاء. 
******* 

تلاشت ساعات رحلتها الأربع في بكاء أزلي، هي نفسها لا علم لها على ماذا ترقرقت العبرات على وجنتيها هكذا، ألأنها هاربة و هي طفلة بلا سنيد؟ ، أم أنها تتجنب التفكير في روح أمها التي دالت تحت قدميها بينما تدير ظهرها نحو الرحيل ؟، ربما تواسي مهجتها المرعوبة من مغبة و وقع ما أقدمت عليه، لكنها واثقة من العهد الذي قطعته و رسخ في فؤادها . 
حتى حين قابلها ابن خالتها الأكبر في محطة رمسيس بالقاهرة ، يقودها إلى عش خالتها الصغير، مأواها الجديد من مخالب مدعي القرابة- كانت واجمة، معلقة مقلتيها بالعدم، و حين شرع يسألها عن خالته نبيلة-أمها- و عن أحوالها رضخت قواها للسقوط بين يديه فاقدة لما تركته لها الحياة من وعي. 
****** 
حركت اهدابها في أنتشاء، احساس بحركة حولها لم ينقطع منذ خمس دقائق، لكنها راضخة للضعف تحاول البقاء في عيائها و ألا تفيق، سبات سرمدي هو ما تتمناه. 

صدحت خالتها بصوت جهوري جوارها : 
« استيقظت…استيقظت» 
رنت لها في وجوم و ورع، و لم يمر الكثير حتى طفق جمع عائلة خالتها يتدفق الى الغرفة و فضول يتغلغل في ثناياهم عن أحوالها الغير مطمئنة . 
عبراتها تتشبث بأهدابها و رجاء معلق في مقلتيها لخالتها أن تبقى معها وحدها . 
تلاشى الجمع و بقيا وحدهما، لم تنكر فاطمة قلقها و وجيب قلبها الذي كاد يقتلعه من موضعه، ابنة أختها في حال يرثى لها و أختها الصغيرة لا أخبار عنها منذ الأمس لتشفي غليلها … ألا يجب أن يموج قلبها كمراجل تغلي؟! 
أخرجت مريم دفتر قديم اختبأ طوال رحلتها في ثنايا حقيبتها، مدته بأوصال مهزوزة نحو فاطمة و عبرة حارة انزلقت على وجنة خالتها . 
عانقت فاطمة دفتر أختها الذي اوقعها في براثن ذكريات أليمة، فتحته و سيلٌ جارف من قتاد يجرها نحوها تلك الذكرى حين كشفت أمر دفتر نبيلة منذ سنوات و أبقت اكتشافها سرا حتى يومنا هذا. 
********* 
-١\٥\١٩٩٩
– 
«عزيزي لا أحد، 

أسمي نبيلة، و اليوم انهيتُ آخر يوم لي في المدرسة الإعدادية، و آخر يوم دراسي في حياتي، هناك حديث يدور حول زواجي القريب، مثيرٌ للسخريةِ حقا أني لا أعرف حتى أسم ذلك الزوج المستقبلي، أراك قريبا » 
******** 
-٥/٥/١٩٩٩- 
«عزيزي لا أحد، 

أصبحتُ خالة، و أختي فاطمة التي تكبرني بعام غدت أم … لا يغمرني الفرح، و لم تنبلج سريرتي حبورا، أتمنى ألا أكون كفاطمة، أمٌ صغيرة .» 
******* 
-١٠/٥/١٩٩٩- ;
«اليوم أخبرت امي بما اضمرت داخلي من تمرد، اريد أن أكمل تعليمي، لا أرغب في الزواج .» 
******** 
-١٢/٥/١٩٩٩- 
«عزيزي لا أحد، 

ضربني أبي اليوم، أخبرته أمي برغبتي، علمتُ أن ما فعلت هو قلة تربية، و عصيان و ربما عقوق والدين، عزيزي لا أحد، انا متعبةٌ حد الموت. » 
******** 
-١٥/٥/١٩٩٩- 
«عزيزي لا أحد، 

أتدري لم أكتب لشخص خيالي كمثلك ؟ 

لإن البوح محرم علينا، حتى و إن كان لأنفسنا .» 
******** 
-٢٠/٥/١٩٩٩- 
«عزيزي لا أحد، 

منذ خمسة أيام كانت خطبتي، كنت اود كسر اصبعي حتى لا ارتدي خاتم الخطبة، أبي كان سيكشف الأمر حينها لذا تراجعت، غدا ليلة الحنة و لا أظنني سألقاك قريبا .» 
********* 
-٢٢/٥/١٩٩٩- 
«عزيزي لا أحد، 

اليوم زفافي، رأيت الشخص الذي سيتزوجني أخيرا، ليت عيني لم تبصره يوما، إنه عجوز في الأربعين، مخيف، جفلت جوارحي حين رأيته، اسمه متولي، لن أكتب لك ثانية بعد اليوم، سأدثر هذا الدفتر في مكان مبهم، لربما احتاج لإفراغ ما بجعبتي لك يوما، أو لربما تُفتح قضيتي المغلقة منذ الأزل، وداعا يا انيسي.» 
******** 
-٢٠/١/٢٠١٤- 
«عزيزي لا أحد، 

رزقني الله بابنة، اسميتها مريم آملةً أن تتجرع من الطهارة القليل، صارت اليوم في الخامسة عشر، زوجي يود أن يزوجها، و انا لن اسمح له مهما حدث، سأجعلها تهرب اليوم، قد اموت يا لا أحد، لا يهم حقا المهم ان لا ادعها تغلق قضية طفولتها بيدها مجبرة، سأفتحها لها و ادعها تسلك الدرب وحدها، ارجو ألا تفتقد صفحاتك حبر قلمي، وداعا بصدقٍ و إلى الأبد.» 
******** 
أطبقت فاطمة دفتر أختها المهترئ و عبراتها اغدقته في حين غرة، تعانق جفناها بتعب مضن، و كوابيس تتعارك في رأسها حول مغبة أختها بعد ما فعلت مع ابنتها، و في هنيهة قررت قطع الشك باليقين، التفتت نحو مريم المستلقية بعيائها على السرير و طفقت تسألها بذعر المستغيث: 
«ماذا حل بنبيلة يا مريم ؟» 
بغشاء من دموع حجب رؤيتها و دون إدراك أجابت الفتاة : 
«قتلها أبي أمامي» 
هنا صار المبهم واضح كشمس احرقت الجبين، كل الاتصالات على بيت اختها بلا رد و كل الردود التي أكدت غيابها غير المبرر من منزلها، أصبح جليا كم أن القضايا المغلقة تفتح نفسها بمهج الاطهار دوما. 
******* 
تلاحقت انفاسه و أنامله تلامس مقبض الباب، يفتح متولي بوابة منزله عقب طرقات متعاركة تنم عن هوية الطارق، يواجه الضابط بأسارير مكفهرة و إدراك تام منه لما سيطلقه الضابط من رصاصات كلامية نحوه : 
«سيد متولي أنت متهم بقتل زوجتك السيدة نبيلة السيد و تهديد ابنتك بالقتل مقابل قبولها الزواج، تفضل معنا دون مقاومة» 
اتم كلمته و معها نقش على حجر فتح ابدي لقضية مريم، لم تسمح امها أن تغلق، و ها هي تؤكد أن الروح الباقية منها تعيش شذرات في مهجة مريم، تحيا داخل ابنتها ذات القضية المفتوحة بجل ما أوتيت من ارادة.

  قضاياهن دوما مغلقة، وجب علينا فتحها .. 

-تمت بحمد الله-

 ما خطه قلمي ، ارائكم💜

و هذا غلاف القصة من تصميمي

بداية_قصة الكتاب الأخير 

بداية 
حينما تستنير المدينة بشعل النجوم ، يكون هذا هو منبه عودتي …
أنهي عملي بينما يسترسل الجميع أعمالهم… هذا هو الحال منذ ذلك اليوم 

لا عمل صباحا ، و الليل مغدق بالنشاط الزائف

 منثنية في مشيتي كنت … اتبختر عائدة نحو منزلي الدافئ ، حتى سد طريقي جنديين عسكريين في وسط الطريق …و شخص شغر ايديهما
” يداك … ضعهما خلف ظهرك فورا” 

استدرك احد الجنود صارماً و الحقد يتلظى في مقلتيه … نظره كان موجها للكتاب الذي افترش الارض باكيا سوء حظه .

” تحمل كتاب ، في وضح الليل ؟!”

أردف الآخر ضاربا الشخص الذي سجن بين اقدامهما  بظهر بندقيته التي تتراقص سوطا للطغيان– لجرم اسود … لكنه منير …
اكملت سيري دون بنث شفه … او ربما هربت من ذلك المنظر المبهم لكم ، و الطبيعي لي و للجميع هنا …

تذكرني اسارير ذلك الشخص الصارخة بصمت كاوٍ ، بذلك اليوم … كانت بداية وقوب الليل الغاسق وقت ذاك …
عدت بذاكرتي لبراثن مشدوهة … استحال كل شئ لعتمة و ليل غاسق … اندثرت النجوم 

و معها نجمي و شمسي الدافئة …

كانت ملامحه فاضحة لما به من تعب مضنٍ 

كنت اول من يرى تلك العلامات جلية دائما

سجنني بين اضلعه لفينة حتى منحني انعتاقي حين أحسست بدفئ عبراته تتسلل لكتفي … 

عناقه لي كان حارا بالمعنى الدقيق …

كفكف تلك الدموع المتسللة بباطن كفه … و عيناه ترمقاني بنظرات وداعية بحتة … قرأت ما بهما و كسرت قوانين بلادي المحتلة … 

قرأت ، و ارتكبت جرما لأني قرأت ما اراد نطقه.

ربت على كاهلي و استدرك باسما بسمة بلا ملامح 

” أبنتي ، لو كان لكِ نصيب و اراد الله أن تشبعِ عيناكِ من التحرير … إن تمكنتِ من كتابة حرف 

فليكن لتصلحِ ما حولك ، لتعيدِ الكتاب ، لتعيدِ البلاد لتعيدِ الوعي و ضوء النهار ، لتمحي الحلكة الغاسقة ، لتقتل جندي من جنودهم بالحبر و اخنقيه بكومة

 كلمات شائكة … و اذكريني و تعلمِ أن الكتاب فوق الرفوف و ليس تحت اقدام الطاغي القلم يخط الورق و ليس مهشم في فك الأسد … و الورق ليس ماحيا للعرق بل هو ناطق بأسم القلم يلازمه في الضوء و الغسق …و تذكري معظم الحين العكس قد يغدو  صحيح.. ”

تلاشى و خرج ، حاملا كتابه الأخير ، ولده كما يدعوه ، رفعه بوجه الجندي ، و ياليتها كانت أنا …

سالت دماه مع دمعات المطر الغياثه ،

و رأيته جدي اضحى هالكا … دمه ذكرني بالحبر الذي ملأ الشوارع يوم دخل جنود الطاغية بلادنا 

اهدروا جل الحبر مدعين خشيتهم من تلوث ثيابهم .

وجهك جدي …وقتذاك رأيته ملطخا بوحل الارض العتيقة كوريقات الكتب التي افترشت شوارع نفس

 الارض هامدة … انهوا حياة وريقاتها لما تسببه من سوء فهم بيننا ….

 ، ابصرتك هالكا، ضحية لإمتلاكك الكتاب الأخير.

  • يتبع

«هيا احرق الكتب»

وريقات و اقلام حبر …

و يوما ما بعده   يثبط

براثن دفنت ماهية الامم 

و الحبر اصبح دما 

الورق غدا مُخدرا محظوراً 

و الكلمات سبر اغوارها ما هو إلا ظلمة واقبة

فهيا … ادثر عبق الكتب و اطمر اسارير ندمك حذوها ….

هيا أمحي الكلمات … هيا دع الحبر يسترسل دماً 

هيا … اطلق عنان ماهية الامم لتستحيل مبهمة 

هيا سلم يداك النار و اترك بها كتيبات التاريخ متلظية ….

هيا … احرق كتابا ، هيا انشر في ارجاء الضمائر جريمة صالحة …


جريمة الوعي … جريمة سوداء بناظركم بيضاء منيرة بعين من قرأ …


هيا احرق الكتب … و لكن 

بعدها لن تجتث روحك من حذوها 

فالكتب و إن اغدقتها نارا توحشت على من خدعته جرأته ليصمت صليل سيوفها …


و الآن…

 الورق لك … الحبر دم من هم ايزاءك 


و القلم سيف صليله ضجِر و الكلمة سُوطٌ هاوية …


فهيا تفضل ،

و أحرق الكتب …

السلام عليكم ❤
اهلا بالجميع 🌸

هذه الكلمات بالأعلى من كتابتي كاملة 

اتمنى ان اعرف ارائكم ، ايضا هي مقدمة لقصة قصيرة كتبتها لذا انتظروا رفع فصول القصة غدا إن شاء 💙

شكرا لكم لوقتكم 💮

لعنة الذكريات_قصة قصيرة 

ساعة للذكرى

ساقها يهوم بين حين و آخر …. بينما نظرات حقد قد قذفها في وجها المكفهر !! 
– ” إذاً … سيد و سيدة دارلنج ، تحبان بعضكما ، صحيح ؟ 

هكذا ادلى كل منكما ” 
تفوه الرجل المهندم الماثل ايذاءهما .
بعد جولة من مبارة نظرات مجهولة الهوية اومئ كلاهما بتؤدة .
همهمته كانت فقط الحاضرة بين امواج الصمت التي اغرقت المكان .
اضاف بتروٍ متمسك بأبتسامة ” إذا الحل هو … افعلا العكس ، نتيجة مضمونة ، على ضمانتي ” 
الوان الرضا و فرشاة الابتسامة و لوحة مثلها الوجه اوضحت كم هي ساحرة كلمات ذلك المصلح الاجتماعي !! 
في ارجاء المدينة قد ذاع صيته ، ناجح ، ساحر بلوحاته من كلمات بسيطة فقط تكونت  ، هو في نظر الجميع ما عدا نفسه المحظوظ الاول بالمدينة !!
– سيدني … الصديق الباهر ” 

قال بينما يضفي للحديث نكهته الفكاهية المعهودة ، لم ينهدش مما رآه قبل قليل من سرعة اقناع صديقه للزوجين المتعاركين ، فقد عهد منه هذه البراعة .
” نجاح مستجد يسجل في لوحة ذكرياتك ” 
اردف بأبتسامة عابرة .
قهقه سيدني مستنكرا ” ذكريات … هه تفاهة فقط” 
” سيدي … سيدي دعني ادخل من فضلك ، ارجوك ” 
بتر مناقشتهما صوت لامسته الرقة ، الجرأة ، مع بعض الكفاح .
بعد نظرة قد خطفها سيدني يرنو لصاحبة الشعر البني بأهتمام تمتم 

”  تلك المزعجة مجددا ” 
خطا خطوات معدودة بادر بسؤال حارس الشركة ” ماذا يجري ” 
زفر الحارس بضيق نفس ” مزعجة تريد الدخول لتوزع ساعات للذكرى …. سيدي انها مجنونة ، لا تشغل بالك ” 
بعدم اهتمام ازاح يد الحارس ، بيد الفتاة جذبها للداخل ” مايا … مايا ويلسون ، كم تريدين لتغربي عن وجهي ” 
تحدث في حنق و امتعاض .
بيده قذفت ، و مكان ضغطته على معصمه لامست بحرص .
لتتفنن في اظهار دهشتها بعد وهلة من الم .
” ماذااا … السيد المحظوظ ،تعرف اسمي ” 
ابتسامتها توسعت كأن قلبها يتحدث بقصيدة تتكون من ابتسامة …فقط!
معصمه جذبته بحماس … راحة يدها الاخرى انشغلت بحمل ساعة يد كلمة الجمال فيها لا تكفي …
” ساعة لذكرى لقاءنا الاول … توقفت عقاربها عند تلك اللحظة… لا تحاول …اصلاحها فتصيبك لعنة الذكريات ” 

تمتمت بينما يداها انشغلتا بلف الساعة حول معصمه .
كلماتها … غريبة ، تقود للجنون الى حد ما ، لكن تلك الكلمة (الذكريات )

الكلمة التي يمقتها ، كلمة في معاجمه و قواميسه لا معنى لها .
قهقهة شابهت تلك التي كانت مع زميله منذ لحظات ،اردف و ابتسامة مستهزئة اوضحت ما سيتفوه من لعنات .
” الذكريات … مجرد حدث ،ستمر ساعة … دقيقة … عام، قرن ، لكنها في النهاية دخان … سيتلاشى  مع رياح الزمن  و لن يبقى ، لا معنى لتلك الترهات ”
بثقة ابتسمت و كررت جملتها ” اخبرتك … احذر ان تصيبك لعنة الذكريات عزيزي سيدني ” 
تلاشت هي الاخرى كما الذكريات التي يراها ، اختفت ، لكن نغمات كلماتها  مع صوت اجراس انذار في اذناه قد علقت.
************
انظاره ، فكره و وجدانه قد جذبتهم … عقارب تلك الساعة الغريبة .
– آهٍ … بحقكم لِمَ الجميع يتحدث عن الذكريات .
الى نفسه تحدث بنفاذ صبر .
همهم ، نظرته عما يجري برأسه اوضحت فيما سيعصف ذهنه الآن ”
– ساعة جميلة … سأصلحها ، على الاقل سأستفيد منها بدلا من تلك التفاهات المدعوة بالذكريات .
احضر مفك للبراغي بحماس و ابتسامة ، سعيد هو ، على مظهر انيق سيحصل   بتلك الساعة .
انامله قد شرعت في فك اقفال تلك البديعة المبهرة كما وصفها .
” لا تصلحها … ستصيبك لعنة الذكريات” 
اجراس … اجراس هي تلك العبارة في رأسه .
” اللعنة ” بيده اصطدم بمكتبه بحنق.
*********
ضوء ابيض نقي…. اسهم ذهبية ، اصوات لم تكن بالغريبة له 

و عبارة ” لعنة الذكريات ” لم تتركه و شأنه .
هذه المرة لم تغضبه … حتى لم تؤثر فيه ، كلمة غريبة ، اجنبية جديدة هي الآن !! 
برداء رمادي ، شعر من شيب السنين قد اكتفى، لحية لم تقص لقرون ، ابتسامة دبت من الرعب ما كفى في نفسه .
” عودا حميدا ، سيدني ” 
لم يكن منه الا ان حصر مقدمة رأسه كلص يلوذ بالفرار بألم 
” من سيدني ، من انت … ما هذا المكان ” 
بأنامله حك ذقنه بتروٍ ، ينما يحدج ذلك المدعو بسيدني .

ابتسامة ، كانت كألوان اعلام النصر على ملامحه .
” اجل … لقد نجحت … تمت عملية البيع … و بنجاح ” 

شد على اخر كلمات ، بينما يده قد مدها يصافحه .
” انا ساحر جنوب البلاد … و انت هو سيدني كرتون ” 
“و ماذا عن البيع الذي تحدثت عنه ” 

اردف سيدني بتودد واهٍ .
اجاب و قطرات الخبث اغرقت بتلات كلماته 

” بعتني … ذكرياتك ”
تحمس بينما الضحك بدا في نبرته ” و الآن سيدني … هيا اغرب عن وجهي ” 
سيدني …سيدني الماقت  للذكريات رمى نفسه في مستنقع العدم 

مستنقع بوحل الخوف و الانهيار قد امتلأ … المحظوظ الناجح الآن على حافة الاندثار !!
من انا … او من كنت ، من سأكون … سعيد انا ، ام احد ضحايا الحزن الغارقين من سيفنة الحياة …. قبطان لسفينة النجاح ، ام كبش فداء الفشل.
ذكريات بلا معنى … احداث قصة مزقت اوراقها كلمة واحدة … اصابته لعنة الذكريات ، لعنة العدم ! 
تلك هي احداث قصته بلا ذكريات بلا احداث … بلا نفسه 

تلك هي رحلة بحثه عن التفاهات كما اطلق عليها .
” سيدني كرتون …يا اللهي كنت شخص افشل من فاشل على وجه الارض ” 
“سيدني كرتون… يا اللهي الشخص الاتعس بين الخلق ”
” سيدني كرتون…اسعد من وجد في ثنايا الوجود ”
بقى هو ليسأل نفسه ” سيدني كرتون … من تكون … سيدني كرتون اين الذكريات … اريد التذكر لو حتى لحظة كادت تقتلني حزنا و اعتصرت قلبي الما … اريد لو اتذكر نفسي حتى فاشلا … اريد ان اعيش ، جسد بلا روح اصبحت انا ” 
الى ذلك المكان … مجددا ، ابيض و سهام ذهبية ، عجوز برداء رمادي كالوقت الذي يسبق انبلاج الصبح .
بكاهله تمسك سيدني يهوم بجسده في وجوم ” اعد لي ذكرياتي

اعد لي حياتي ” 
تزعز ساقه من ثقل ما هبت عليه من عواصف اللاشئ .
عبرات تحررت من بين حصون اغلقت لأعوام ” اعطني لو حتى سطر من بين سطور روايتي الممتدة لسنوات ” 
بينما واصل يتحدج صوته بنفس الكلمات .
كفهرة وجه ذلك الساحر اوحت له بفشله ، الى لابد ستعيش جسد بلا هوية .
اشاح نظره مغادرا الكهف مذلولا …. احمق بنفسه قد القى في هوة البركان .
” لك ذكرى واحدة ” 
خطف نظرة له بعد تلك العبارة .
” لكن بثمن ” 

اردف محذرا .
” ما المقابل ” ادلى سيدني بعدم اهتمام.
” حياتك ” 
توسعت حدقتا عيناه لكن سرعان ما عاد كما كان … لم يعد يهم بالنسبة له .
” حياتك … بدت غالية لأحدهم ، لذا هذا يزيد ثمنها ” 

اكمل الساحر .
توهج بنفسه بريق بلا عنوان ، اجراس عادت ترن برأسه و كلمات تسارعت تدق ابواب قلبه .
” لا تصلحها… ستصيبك لعنة الذكريات”
“من ذلك الشخص”
قال بحزم .
” هل ستتخلى عن حياتك لتعرفه ”

سأل الساحر مستنكرا .
قهقه سيدني بوهن ” بلا ذكريات… لا حياة من الاساس… بلا ذكريات لا هدف … لا حزن ،او حتى فرح ، بلا ذكريات لا وجود ، فقط العدم ” 
اقترب حذوه و همس ” اعطني حياتي … و خلصني من تلك الجثة الفارغة ” 
“كما شئت ”
اخذ يتمتم بكلمات لا تسمع تكاد تكون بلا معنى اخرها كانت كلمة خفق لها قلب سيدني للمرة الاخيرة .

“اليك ذكراك الغالية ” 
بينما تتناثر اشلاء روحه المتوهجة ، امام عيناه يمر شريط ذهبي  …. يتلألأ به ذكراه مع شخص واحد ، صاحبة الشعر البني 

“مايا ” هكذا يناديها ، يتعارك معها فقط … يطلب منها الرحيل 

او حتى يهدهدها بالسجن … توقفي عن ازعاجي … تلك العبارة الحاضرة في كل مشهد من مشاهد فلمه القصير … انتهى بعبارتها التي آلامت رأسه منذ فقده لذكرياته “احذر لعنة الذكريات”
**********
صوت تنتنه ، احدهم يغني ، بكلمات واهية رقيقة يتمتم .
جسد قد هوت قواه للنوم مستسلما ،على جبينه حبيبات العرق بأنسيابية تتدحرج .
ملامح وجهه المكفهرة الناعسة بعدم الراحة قد اوحت ، لربما قد زاره حلم يدغدغ ليلته الغاسقة .
انتفاضة قوية كانت كردة فعل متزعزعة يده قد ازاحت منبهه المميز -كان قد اقتناه له والده قبل مفارقته للدنيا- 
براحة يده مسح على وجهه بألم … نفسه تؤلمه ، بين ثنايا عقله محاكمة عقدت بين ايامه .
ذلك الحلم … تلك الجملة ، حياته التي ظن قد خسرها ، معنى واحد يتردد في عقله ، إعادة حسابات … في معتقداته .
هم بالنهوض على عجل ، في يده مازالت ساعة اليد تلك 

اقترب من الباب الذي قصده احدهم طارقا اياه .
رنا لتلك الساعة … تأفف همهم و عبس بحزن ” لعنة الذكريات … إذا هذه هي لعنة الذكريات” 
نفسه تملي عليه بالاعتراف … ليتني علمت من البداية كم كنت مخطء

كم كنت احمق … كم كنت اتخلى عن حياتي قبل اي شئ .
هم بفتح الباب بعد عراك بينه و بين نفسه ، ترددت عيناه على زائر الليل ذاك … 
جسد نحيل ، رداء رمادي كسماء حين ينبلج الليل ، شعر تشبع من الشيب 

و لحية تجرعت من طول الزمان ….
يتفحصه …يحاول استيعاب ما يجري حوله ، أيحلم هو ؟! ، أيتخيل ؟!

ام انها لعنة الذكريات تلاحقه؟!
قبل ان يتفوه ببنث شفه كانت عصا الزائر مستقرة على جبينه ، يتحدج في ضحكاته الخبيثة ، بأمتعاض و ملامح تحولت للعبوس العدواني 

” إليك ذكراك الاخيرة سيدني ”
ظلام فقط ، و ندم و انفاس تحتضر  … أقتلته لعنة الذكريات ؟!
*********
“سيدي … سيد سيدني ” 

صوت بتودد ينادي .
انتفض في مكانه … صاعقة قد ضربته سيظن من يراه …
مكتب ذو جدران بيضاء ، كراسي سوادء قاطمة ، و عامل واقف بجواره 

بين يديه صحن و اكواب .
بنظره اشاح للعامل الذي سرعان ما ابتسم ” القهوة التي طلبت سيدي ” 
صفعة حطمت الصمت الذي ساد للحظة …. وجه العامل احمر جراءها 
بينما الآخر ضحك بهسيتريا غير مستوعب ما حدث ، يردد فقط 

“مجرد حلم … حصلت على فرصة اخرى ” 
عانق العامل و اعطاه حق القهوة و اردف بسعادة غامرة ” اسف صديقي كنت فقط اتأكد من شئ ” 
ذلك الصوت الرقيق مجددا ، مغموس بالقوة ….ذات الشعر البني مجددا 
بكل ما ملك من قوة ركض لوجهته ، ابتسامة واسعة استحوذت على محياه .
بذراعه ازاح يد الحارس … بمعصمها جذبها للداخل 
بكلمة كادت تتفوه … لولا استوقافه لها 
اخفى فمها بكفه و تحدث بدلا عنها .
” مايا ويلسون … ابنة بائع ساعات ، من زوال الذكريات تخشين بسبب مرض والدك الذي اصابه بالزهايمر … تتردين الى هنا لرؤيتي بعد ان جمعتي معلومات عني ، انتي معجبة بي  … لعنة الذكريات انتي مايا ” 
يده ازاحها عن فمها بعد تنهيدة طويلة ، من دهشتها التي لونت وجهها لم يتعجبب ، فقط سألها شئ اخير 
” هلا اعتطيتني ساعة للذكرى ” 
بعينان متوسعتان ، و قلب كاد يخفق من دهشته مدت يدها حاملة ساعة رجالية انيقة .
اشاح بيدها و اردف ” لا بل اريدها نسائية ”
لم تجبه ، اكتفت بالتمتمة المتحدجة فقط ، اخرجها هو بدلا عنها .

ساعة  بلؤلؤ ابيض ترصعت لون وردي رقيق قد كساها
بيدها امسك ، يلف الساعة حول معصمها برفق … ينحني تحت قدماها 

في نبرة لم يسمعها احد قط 

” تقبلين الزواج بي يا لعنة ذكرياتي ” 
**********
-مرت خمس اعوام-
بطرف دفتره اغلق بحرص بعدما اطفأ الشموع حوله … اضاء المصباح الخافت جواره ، لامست انامله القلم ليخط به في ورقة منفردة .
(مايا… زوجتي ، ذكرياتي الوحيدة الباقية 
قد تظنين انك مجرد زوجة ،لكنك حقا لعنة ذكرياتي
تزوجتك … مرت اعوام ، لم تتيقني بعد كم كنتي محض تغيير
لروحي الهامدة ، جعلتني اغوص بحلمين في الوقت نفسه … اخرج من
اول لأدخل بأخر لكنك لم تعلمي بعد ما حدث لي بسببك من دون ان تبذلي جهد ، طيفك في حلمي  علمني شئ واحد … لا تستهين بشئ سيدني 
لا تستهين بحدث مهما كان تأثيره واهٍ … كنتِ الشخص الذي ثمّْن روحي بغالية ، تيقنت روحي شئ اضفى لها حياة
بعد ان كانت روح هامدة….  بذكرى حزينة اتتطلع لزوال حزن جديد ، و
بذكرى سعيدة ابتسامة تتلألأ على محياي ، و بذكرى لفشل ، اعزم على
النجاح ، بذكرى لنجاح ، اتفاءل بنجاح جديد 
من كان يظن انني سأتعلق بك بسبب ذكرى لحلم مزدوج يا لعنتي .
زوجك المحب ، سيدني كرتون)
★النهاية★
________________________________________________

★إهداء★
إهداء الى كل ذكرى فشل تعثرت بها 
إهداء الى كل ذكرى  لعبرة حزن تلألأت بعيناي في وقت ظلمة عاتمة
إهداء الى كل من عاداني فتركت ذكراه بقلبي عزم النجاح
و اخيرا اهداء لكم بريق قلبي … اهلي اصدقائي كتابتي 
و نجاحي ” دمتم حياتي و ذكرياتي”
_____________________________________

تمت بحمد الله 
#بقلمي_أمنية

حلم غيّر حياتي_#قصة_قصيرة


مرحبا جميعا ، انا نورهان لكن يمكنكم منادتي بنور .


انا و الحمد الله محافظة على الصلاة و قراءة القرآن .


لكن عندما يحدث لي شئ سئ احزن كثيرا و احزن بشدة و وقتها انسى 


ان احمد الله ،اتذكر ان احمد الله فقط عندما احصل على ما تمنيت فقط !! 


اعلم اعلم لا احد يفهم شئ ، سأحكي لكم قصتي بالتفصيل !


انا اليوم قد بلغت العشرين من عمري ، و في نفس اليوم 


منذ ثلاث سنوات حدث شئ غريب و عجيب !!


#قبل ثلاث سنوات : 


اليوم هو يوم عيد مولدي و ظهور نتائج اخر صف بالثانوية ايضا و انا


خائفة جدا .


لطالما كنت طالبة مجتهدة و احصل على اعلى العلامات ، 


اتمنى ان يحدث هذا اليوم ! 


” امي انا ذاهبة لأجلب النتيجة ، الى اللقاء ” 


قلت هذه الكلمات و انا اودع امي امام باب المنزل.


“في امان الله يا ابنتي اتمنى لكي التوفيق ” 


قالت امي و هي تقبل جبيني ، قبلت يدها و ذهبت مسرعة 


لا ادري لكن كلما اقتربت كلما تسارعت دقات قلبي.و بدأ عقلي 


يتخيل اشياء غريبة لا ادري لماذا !! اتمنى ان كل شئ على ما يرام .


يا ربي ساعدني انا خائفة بشدة ، اليوم سيحدد مصير عملي و باقي


حياتي !


وقفت امام باب مدرستي و فجأة احسست اني قد التصقت بالارض ولا


استطيع الحراك . ماذا يحدث اليوم ، اااه يا ربي !!


دخلت من باب المدرسة ” صباح الخير يا عمي ” قلتها بأبتسامة مشرقة 


لحارس مدرستنا العزيز ، لطالما اعتبرته مثل ابي حفظه الله !!


” صباح الخير يا ابنتي كيف حالك ، هل مستعدة. للنتائج” قالها و هو


يرد لي الابتسامة ” لا اظن ذلك ” قلتها بنبرات خوف و لكني كنت امزح 


فقط ، لكن يبدو اني لست مستعدة حقا .


دخلت لمعلمي لأخذ نتائجي ، ليقابلني بنظرة دهشة و غضب ، حزن ،


قلق… لا لا، يا رب لا يمكن ان يكون كما اتوقع ، سميت بأسم الله 


و بدأت بالحديث ” السلام عليكم معلمي ، جئت لآخذ نتائجي .. هل كل


شئ بخير ” قلت هذا بصعوبة ، بتوتر احسست ان لساني قد عقد و


الكلمات التصقت في حلقي و تأبى الخروج .


مازلت انظر له بخوف حتى اردف قائلا ” لم اتوقع ان تكونِ بهذا السوء 


انه العام الاخير في الثانوية و يسوء مستواكِ فيه”


ما ان سمعت هذه الكلمات حتى بدأت تتردد في مسامعي ، عقلي لا يريد 

استعاب ما قال ،هل قال مستواي قد ساء ! ، اشعر اني سأقع ، الارض


تدور من تحتي ، نظرت له و الدموع تكاد تنهمر من عيوني ” اريد ان ارى 

نتائجي من فضلك ” ، نظر لي بأحباط ، بخيبة امل و قال ” الوزارة لم


ترسل لنا نتائجك ، و يبدو ان حالتك كحالة احدى الطلبات العام الماضي 


و قد … رسبتْ !!” 


نظرت له و لم اتمالك نفسي دموعي أبت ان تبقى في عيناي و قررت


الانهمار كالشلالت الغزيرة ، لقد شعرت ان شئ ما قد انكسر بداخلي !! 


لم انتظر منه كلمة اخرى ، و ركضت في كل المدرسة و الدموع تملأ عيناي


و اخيرا وجدت ذلك الباب باب المدرسة ، و كانت مدرستنا تطل على


شارع عمومي ، يعجه السيارات ، خرجت للشارع و ركضت و ركضت 


ركضت كأن الوحوش تلاحقني لتلتهمني ، كأن احدهم يحاول طعني و


قتلي ، و فجأة سمعت صوت احد ينادي بأسمي ” نوور ، انتظري ” 


نظرت خلفي لأجدها صديقتي ، كنت اعتبرها اختي تماما التفت لها 


و صرخت في وجهها ” اتركيني. و شأني يجب ان اموت ، اليوم !!” 


و ذهبت و لم اعرها اهتمام ، و فجأة و اثناء ركضي بجنون كادت سيارة


ان تصتدم بي و لكنها توقفت في اخر لحظة … لم انظر حتى للسيارة


لم اعتذر للسائق كنت كل ما اراه هو السواد يحاوطني و الظلام يقيدني 


كنت اود لو انني مت و لم اشهد هذا اليوم ، استمررت بالركض حتى انظر 

جانبي لأرى سيارة تمشي بسرعة الصاروخ ، لا بل بسرعة الضوء و ما ان 


مرت لحظات حتى وجدت نفسي ملاقاة. على الارض و الناس ملتفون


حولي ، الرؤيا اصبحت مشوشة ، لا اسمع سوى الصرخات ولا ارى سوى


الدماء تملأ ايدي الناس حولي ، وفجأة اغلقت عيوني بسلام ، لأرى العالم 

مظلم حولي و لا يوجد به شئ !!


‘”””””””””””””””””””””””””””


استيقظت على صوت امي الرقيق ، الذي يشعرني بالحنان و نظرت لها 


بأبتسامة هادئة ” صباح الخير يا غاليتي الحبيبة ” ، ضحكت امي لي 


و قالت ” الن تملي من تأليف القاب لي” ، نهضت من فراشي و احتضنتها


و قلت ” سأمل عندما تملين من رعاية المنزل و رعايتنا “


ابتسمت لي و قالت ” حسنا ، هيا انزلي والدكِ يود اعطاءكِ مكافأة 


نجاحك ” ، نظرت لها بتعجب … انا لا اتذكر ما حدث بالامس لا اتذكر اي


شئ ، لا اي كلمة ، اي حدث ،اي دليل عن الامس في مخي ، لا يوجد ملف 

له بعقلي !!


” حسنا سأرتدي ملابسي و انزل ” قلتها بأبتسامة ، على الرغم من عدم


تذكري !!


بدلت ملابسي و ما ان خطت خطواتي خارج غرفتي حتى اسمع


صرخات امي و بكائها ، ندائها بأسمي … كل هذا كفيل بجعلي اموت


رعبا.


نزلت مسرعة للاسفل لأجد امي جالسة على الارض و تنهمر من عيونها 


الجميلة دموع تملأها الاحزان ، و في يدها ورقة !! 


احتضنتها و امسكت منها الورقة لأجدها رسالة من أبي … هل هي


هديتي ، هل هي بهذا السوء !! 


بدأت بقراءة كلمات هذه الرسالة بتمعن : 


“ابنتي الغالية نور ،


اعلم انكِ لم تحصلِ على هديتكِ بعد ، و لكن لتحصلِ عليها 


يجب ان تجدِ ما تفتقديه ، ما ينقصك لتعيشي بسعادة ، يجب 


ان تبحثي عني لتجدِ هديتك ، و الا لن تجديني ابدا .


استعيني بالله تجدي الحلول امامك بلا تعب .


والدك : محمد “


ذرفت بعض الدموع على رحيل ابي … لكني مازلت لا افهم شئ 


عما كان يتحدث ، و ما الشئ الذي احتاجه ، اااه يا ابي لم فعلت هذا ؟!!!


فكرت قليلا و كأن الخطط الدبلوماسية جاءت كلها و عاشت في عقلي 


و من ثم امسكت بكتف امي برفق و حدثتها بنبرات حزن و الم 


” امي … هل تثقين بي ؟؟!” نظرت لي و الدموع تنهمر من عينها 


هذا المنظر كفيل ان يجعلني اتألم من الداخل، امي تبكي امامي 


و لا استطيع فعل شئ !!


كررت ما قلت مجددا بجدية اكثر ” هل تثقين في ابنتك ” اومئت امي 


بهدوء و وجهها يملأه الدموع !!


مسحت دموعها و احتضنتها ” اذا اعدك اني لن ارجع للبيت من دون ابي”


نظرت لي بقلق و قالت ” ماذا ، ستتركيني انتي ايضا ” 


وضعت يدي على خد امي الناعم ” يجب ان ابحث على ما ينقصني “


و بالفعل خرجت من المنزل تائهة غريبة في مكان غريب ، لا ادري لماذا !!


اول ما جال بخاطري هو ان اسأل الناس ان رأوه … لكن حدث شئ


غريب!!!!


بدأت اسأل الناس احاول ان احدثهم ، لكن … لكنهم لم يردوا ولا شخص 


رد على سؤالي … و كأني لست مرئيه ، لست موجودة !!


جلست على احد الارصفة مدهوشة مما حدث ، يملأ القلق عيوني 


و قلبي ينبض بالألم …كيف سأجد ابي الآن ، !!!!


في هذه اللحظة احسست اني لست مهمة …انا لا اساوي شئ!


لقد تزعزعت ثقتي بنفسي اكثر من السابق … لطالما كنت دائما 


غير واثقة في قدراتي ، خائفة مما سيحدث دوما !!


و فجأة يظهر لي شيخ من لا مكان و يبدأ بالحديث ” يا ابنتي 


ثقِ في نفسك تجد ما تشاءين ، يا ابنتي الله دائما معنا لا يتركنا …


لا يتركنا … لا يتركنا ” 


ترددت كلامته في اذني مئات المرات ، شعرت انه اتى ليقول هذا الكلام 


لي …. الله دائما معنا ولا يتركنا !! 


رفعت يدي و بدأت ادعو الله ان يفرج عني همي ” يا ربي 


يا ربي ساعدني لأجد ابي ، يا ربي ساعدني لأجد ما ينقصني “


بدأت ادعو و ادعو و اذرف الدموع بشدة ، ايقنت ان الله دائما معنا 


ولا يتركنا !!


نهضت من مكاني و اتجهت نحو المسجد ، المكان الذي يمكن ان تكون 


نسبة وجود ابي فيه ٩٠٪… اجل ابي لا يترك فرضا الا و يصليه في


المسجد ، لكني لم اجده و الشئ المفرح ان بعض الناس قد احسوا


بوجودي ، و ردوا على سؤالي … لكن هناك بعضا لم يراني من الاساس


على الرغم من وجودي امامهم مباشرة !!! هل انا احلم ام ماذا ؟!!


و من ثم فكرت قليلا لأتذكر مكان ابي المفضل الآخر ” العمل ” 


ركضت لهناك ركضا سريعا و كلي امل و ثقة اني سأجد ابي 


هناك ، هذه الثقة جعلت الكثير من اصدقاء ابي يردوا على سؤالي 


…الآن فهمت السر انها الثقة ، اذا وثقت بنفسي ، و وثقت بالله قبل ذلك 


سأجد ما اشاء ، كما قال ذلك الشيخ ، ثقي بنفسك تجدي ما تشاءين !!!


خرجت من هناك و يملأ قلبي امل كبير اني سأجده في طريقي ، بدأت 


ابحث و ابحث ، و كلما وثقت من رحمة الله و انه لن يضيع عملي و تعبي 


لأجد ابي ، كلما احس الجميع بوجودي .


و بعد ساعات و ساعات من البحث تعبت رجلاي و ابت ان تتحرك اكثر 


و من حسن حظي وجدت في طريقي مسجد ، و كان وقت صلاة


العشاء ، فصعدت و شربت بعض الماء كأني لم اشرب لسنوات 


توضأت و صليت معهم في جماعة ، و هممت بالخروج و انا على استعداد 

تام ان اخوض رحلة بحث جديدة مهما كانت المتاعب ، المهم ان اجد


ابي اينما كان !!


و حدثت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي …..خرجت من باب مسجد النساء 


و لأخرج من المسجد يجب ان امر بمسجد الرجال ، فأذا بي ارى ابي 


يخرج من المسجد و على وجهه ابتسامة جميلة ، ركضت اليه و احتضنته 


بشدة ، بادلني ابي العناق و ربت على ظهري ” لقد وجدتِ ما ينقصقِ


يا نور ، يا نور دنيتي ” 


مشينا معا للبيت و انا كدت اطير من الفرح ابي معي و امي بخير 


و كل شئ بخير ،الحمد لله الذي انعم علينا الحمد لله رغم كل المتاعب 


الحمد لله على هذه النعم الكثيرة ،


و بينما نحن نمشي جاءت سيارة من بعيد و كانت تجري بسرعة شديدة


فأذا بها لتأتي بأتجاهي و من ثم لا اشعر بشئ !!


لأستيقظ في فزع شديد ، الجميع حولي و رأسي مضمد و يدي بها


كدمات و حولي اجهزة تنفس …. لقد كان حلما ، حلما غريبا و طويلا 


كل هذه الرحلة مجرد حلم ، ابي بخير بجانبي ، مازلت لم انجح بل رسبت !!


عانقتني امي ” ابنتي ، كيف تشعرين الآن ” ،


فأردفت قائلة”الحمد لله يا امي ، لقد رسبت ، لكن الحمد لله لم يصبني


مكروه ” 


قلت هذا لترد صديقتي في دهشة ” من قال انكي رسبتي … انتي من


حصل على اعلى علامة ، لم تأتي نتيجتك للمدرسة لان نتيجتك يجب ان 


تكرم و تأتي منفردة للمدرسة ” 


نظرت لها و الدموع تملأ عيني ، حمدت الله على كل شئ 


اليوم قد تعلمت ان اثق بالله و انه دائما معنا ولا يتركنا

،

ثقي بالله و ثقي بنفسك تجدي ما تشاءين 


احمدي الله في السراء و الضراء يعوضك الله عن كل ما خسرتي !!


و كان هذا هو. الحلم الذي غير حياتي!!


~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~`~

مرحبا مجددا 😀

جئت بثرثرات جديدة 

و لكن هذه المرة ثرثراتي قريبة لقلبي 

لأنها عن كتابة القصص…عشقي الاول ❤

كتبت هذه القصة منذ عامين بالضبط 

و اعلم … اسلوبها ضعيف جدا 😶

و لكن حين كتبتها كنت اكتب كلمات مغموسة بحب لما اكتب 

فكرت مرارا أن اعدل بها و لكن لا استطيع …

اعترف أن اسلوبي افضل بكثير الآن من هذه القصة و لكن احببت ان إبدأ بها لما تحمل من محبة في قلبي 💖

و هكذا اكون أفرغت ما بجعبتي لليوم 😺

آمل أن تكون ثرثراتي ازعجتكم و اعجبتكم 

😻و الى اللقاء في ثرثرات جديدة قادمة  

كتب …كتب

“أنا من عشقت الشمس شتاءً و مقتها صيفا … أنا بالمختصر إنسان”

#بقلمي:)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 💙

كيف الحال 

 حسنا ، ترددت كثيرا في كتابة هذه التدوينة و في اختيار موضوعها 

و ها انا ذا استقررت على موضوع 🙂

موضوع اليوم هو… الكتب 

لا استطيع وصف الخوف الذي يتردد بين اناملي الآن و انا اخط كلماتي هذه 

و لكن صدقا الأمر يدعو للرعب حين تنشر مراجعة كتاب على الملأ للمرة الأولى 

حسنا إذاً لننسى الخوف و نبقى اصدقاء حتى بعد أن تقرأوا التدوينة حسناً 😹
                                                          ★★★★★

  • أسم الكتاب :لو أبصرت ثلاثة 
  • الكاتبة: هيلين كيلر
  • الترجمة: د. عبد الهادي تاز

هيلين آدمز كيلر ….

فتاة ولدت و كأي طفل كانت ، لكن الشهر الخامس الذي تلى اول صرخاتها في الحياة ، تهلل جالبا لها جعبة من المرض رسم على مستقبلها الظلام … الهدوء القاسي … و الكثير من الصمت .

و هنا ولدت الكاتبة التي كان قلمها بطل ذاك الكتاب ، 

عرضت هنا هيلين رحلة نسجتها ، جهزتها ، و استعدت للأقلاع في مغامرة من الرؤية و عالم البصر الغريب لها، و لكن لوقت محدد و فرصة لن تعيدها الا في هذه الرحلة الممتدة لثلاثة أيام ، فقبل أن تخطو بقدمك اول خطوة نحو رحلة البصر ، و قبل أن ترسم اساريك معالم السعادة ، هل قررت … كيف ستمتلئ عيناك بكل شئ فقط في ثلاثة أيام ؟

 :بعض الإقتباسات •

🏰” الناس لا يعيرون في العادة اهتمامهم الا في بداية الامور “

🏰”اننا غالبا ما نتصور أن هذا اليوم بعيد جدا ، و عندما نكون في حالة صحية جيدة ، فإن الموت عندئذ يمسي امرا غير واردا بتاتا، بل إنه لا يخطر على بالنا الا عابراً ” 

🏰 ” إنه من الجدير بؤلئك الذين لهم عيون تبصر أن يتخذوا من اغنية الفجر و مشهد كل يوم  مناسبة يحتفلون فيها بأستقبال هذا الجمال المتجدد ” 

🏰 ” إن كل هذه الحواس هبة تستحق الشكر ، بيد أن نور البصر يعتبر من اجمل و اروع ما يدخل البهجة على النفوس ” 
★تقيمي: اعطيت الكتاب ٥/٥ نجمات♪




:﴾ملاحظاتي﴿


بداية قرأت الكتاب بناء على اقتراح من على الانترنت و قرأته في نفس اللحظة التي قرأت فيها المراجعة الخاصة به. 

الكتاب هو عبارة كتلة من الحقائق الجميلة ، هو دعوة للمبصرون ليشعروا و يحسوا بأحساس الراحة الغريب الذي جهلوه و ابتعدوا عنه 

لا اخفيكم ، شعرت بالراحة ، شعرت أنني اتنفس مجددا حين قرأت ذلك الكتاب ، حين بدأت قراءته كنت متيقنة أن الكاتبة كفيفة و لا ترى و لم ترى يوما ، لكن أن تدرك أنك أنت الكفيف و هي المبصرة ؟!

ان تعرف ان هيلين الكفيفة تصف الاشياء كما لا يستطيع كل مبصرو الارض من وصفها ؟!، أن تشعر انك لا ترى و انت ترى ؟!  الا تكترث ليوم لن تحصل فيه على حتى و لو دقيقة لتبصر فيها و ليس ثلاثة أيام ، أن تعرف عن اشياء لم تراها قد و تصفها تلك الكاتبة بدقة اكبر من اي مبصر قد يتأمل او يرى ؟! ، فهنا عليك ان تعرف انك أنت الكفيف و هي المبصرة … 

الكتاب اقل ما يقال به رائع ، كتاب ممتع لأقصى الحدود.

الكتاب قصير جدا لا تتجاوز صفحاته الخمسين صفحة .

فإن كنت حقا ترى نفسك مبصرا ، فأرجوك اقبل دعوة هيلين الكفيفة لتعلمك كيف ترى…. و قبلها ، اطرح على نفسك السؤال « لو أبصرت ثلاثة أيام ، ماذا سترى »؟


هل سأقرأ للكاتبة مجددا ؟ •

‹ نعم ، بالطبع ، و أكيد ، بل لو استطعت سأقرأ جميع كتبها ›


                                                       ★★★★★


و هنا اكون قد انهيت ثرثراتي الطويلة 

هل اصبتكم بالصداع ؟

إذا نعم ،فمبروك 

فأنت صديقي منذ اليوم ⁦^_^⁩

حسنا انتظروا ثرثرة جديدة قريبا إن شاء الله 💙

#لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين#

مع السلامة🍭

بداية ❤✍

حين امسك بالقلم و ارى الورقة قد لمحتني في حين غرة ، اوصالي تخونني مرتعشة ،و القلم يمثل الاختناق … الورقة تؤدي دور البطلة المشدوهة ببراعة جلية ، و تبقى عيناي معلقتان بتلك المسرحية ، انتظر ان اشبع مقلتاي بكلمة النهاية ؛ لأكون الطاغية ،و القلم اعتصر عنقه ، و اؤدي دور الجلاد وقت انزل… تابع قراءةبداية ❤✍